حسب القراءة المعتمدة عند الإمام الشاطبي، تمّ تطبيق ما يلي:
أولاً - اللون الأحمر (بتدرّجاته):
يرمز للمدود بأزمنتها المختلفة حسب تدرّج اللون، فاللون الأحمر الغامق، يرمز للمد اللازم ويمد ست حركات، ويشمل المد الكَلمي (بنوعيه المثقّل والمخفّف) والمد الحرفي (بنوعيه المثقّل والمخفّف).
واللون الأحمر القاني: يرمز للمد الواجب ويُمدّ خمس حركات ويشمل المد المتّصل والمد المنفصل والصلة الكبرى.
واللون البرتقالي: يرمز للمد الجائز، ويمد حركتين أو أربع أو ست حركات في حال الوقف على رؤوس الآي كما رسمت في المصاحف، وهي سنّة متّبعة يدل عليها حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: (كان يُقطّع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم ـ الحمد لله ربّ العالمين ـ الرحمن الرحيم ـ مالك يوم الدين ) وقد أخرج هذا الحديث أبو داوود في سنّته في كتاب الحروف، والترمزي في ثواب القرآن، والإمام أحمد في مسنده جزء 6 صفحة 36، وهو اختيار البيهقي في شعب الإيمان.
ـ ويشمل هذا المد الجائز كلاً من المد العارض للسكون، ومد اللين.
في حين أن اللون الكمّوني: يرمز للمد الطبيعي وهو حركتان فقط سواء للألف المحذوفة من الرسم العثماني أو للصلة الصغرى.
ثانياً - اللون الأخضر:
يرمز لموقع الغنّة وزمنها حركتان، أما تمييزها (مرقّقة أو مفخّمة والنطق بها بشكل عام، فهذا لا بدّ من الرجوع به إلى التلقّي والمشافهة)، وقد تكون لغنّة الإخفاء، أو الإخفاء الشفوي، أو للنون المشدّدة أو الميم المشدّدة، وهي تشكّل مع اللون الرمادي حكم الإدغام بغنّة وحكم الإقلاب (كما هو موضّح في آخر المصحف الشريف).
ثالثاً - اللون الأزرق:
لوّنت بالأزرق الغامق الراء المفخّمة فقط دون التعرّض لحروف الاستعلاء ذات المراتب المختلفة للتفخيم دفعاً للتشويش عن القارئ.
أما بالنسبة لحروف القلقلة فقد لوّنت باللون الأزرق السماوي مع إشارة السكون التي عليها بالنسبة للقلقلة الصغرى، أما بالنسبة للقلقلة الكبرى فقد لونت بالأزرق عند الوقف عليها في رؤوس الآي (دون تلوين الحركة).
أما اللون الرمادي: فهو لما يُكتب ولا يُلفظ من الحروف، كحالة اللام الشمسية لتمييزها عن اللام القمرية، وألف التفريق، والمرسوم خلاف اللفظ، وهمزة الوصل داخل الكلمة، وكرسي الألف المحذوفة (الخنجرية)، والإدغام المتجانس، والإدغام المتقارب، وكذلك النون والتنوين الخاضعتان لحكم الإقلاب (بمساعدة اللون الأخضر لحرف الميم الصغيرة الموجودة فوق حرف النون أو في مكان التنوين، وكذلك النون والتنوين الخاضعتان لحكم الإدغام بغُنّة (بمساعدة اللون الأخضر للحرف المدغم فيه ـ لأنّ الغنّة عليه).
إنّ فائدة القارئ العادي ـ لتحسين تلاوته ـ تتجلّى من خلال معرفته لمواقع أحكام التجويد الرئيسيّة، وإنّ تحسين التلاوة يتطلّب أوّلاً وأخيراً العودة إلى أهل هذا الفن من الحفّاظ والقرّاء، لتعلّم سلامة نطق الحروف من مخارجها، عملاً بقول الإمام علي كرّم الله وجهه (التجويد هو أذن وفن) .
كما أنّ هناك فائدة كبيرة تحققت من جرّاء استعمال التلوين، تجلّت من خلال القضاء على مبررات من يريدون تغيير الرسم العثماني إلى الرسم الإملائي، بدعوى أنّ هناك حروف مكتوبة بغير ما تُقرأ به، إذ أنّه الآن لم يعد لهم من مبرر لهذه الدعوى، فمثلاً (الصلو’ة) تمّ تلوين حرف الواو باللون الرمادي الذي لا يُلفظ، في حين أنّ إشارة الألف المحذوفة مُيّزت بلونها للدلالة على المد الطبيعي بحركتين، وهكذا .
هذا، ولمّا تبيّن أهميّة هذا العمل الجليل في خدمة كتاب الله تعالى بالمصحف المطبوع، تمّ تنفيذ ذات الفكرة على أشرطة الفيديو، حيث يتمكن المشاهد من الرؤية والسماع والمشاركة في التلاوة، والتي تُظهر بوضوح مواضع أحكام التجويد .
وكذلك تمّ تنفيذها على أقراص ليزريّة CD-ROM يتمكن فيها مستخدم الكمبيوتر ذي الصوت والصورة من حفظ القرآن الكريم مرتّلاً بشكل مباشر، وفي فترة قياسيّة من الزمن وبأقلّ جهد ممكن، إذ تساعده حاسّتا السمع والبصر في التعرّف على الحكم التجويدي المرمّز لكامل المصحف الشريف، إذ يُعيد المتعلّم الجملة القرآنيّة التي سمعها بأذنه ورآها بعينه ـ وبعدد المرّات التي يرغبها ـ قبل أن يتابع المقرئ تلاوته، وبهذا تصبح عمليّة حفظ القرآن مُيسّرة وسهلة لطلاب المعاهد ولكل راغب بها، فاللون هنا مرتبط بذات الحكم لكامل المصحف الشريف، وهو ما يجعل القارئ العادي يأتلف معه ليصبح في النهاية على الشكل التالي:
حرف بلون احمر … يمد هذا الحرف ( أي يزاد زمن أداء الحرف)
حرف بلون أخضر … يُغَن، أي يخرج الصوت من الخيشوم ( الأنف)
حرف بلون ازرق .. مخرج حلقي لحروف القلقة و الراء المفخمة.
أما الحروف ذات اللون الرمادي فمن الأفضل أن لا نشغل فكرنا بها لأننا لا نريد نطقها.. فكما أن راكب السيارة يرى إشارة المرور الحمراء فيقف عندها، و يرى إشارة المرور الخضراء فيمر بمجرد مشاهدتها دون أن تأخذ حيّزا من فكره، وهو مظهر حضاري تم تعميمه في أنحاء العالم. كذلك هنا في هذا العمل الجليل وسيأتلف القارئ مع الألوان الثلاثة ليجد نفسه مطبقاً 28 حكماً بصورة مباشرة لينشغل فكره فقط بتدبر وفهم معاني كلام الله تعالى، هذا وقد تمت المحافظة على ماترمزه هذه الألوان (الأحمر و الأخضر و الأزرق) في القران الكريم، وذلك بتسجيل هذا العمل الجليل كبراءة اختراع لتُحمى فيها هذه الفكرة الخاصة بتدوين التجويد كما حميت من قبلها فكرة تدوين التنقيط ومن قبلها فكرة تدوين الشكل أو الاعجام.
منوهين في الختام بأن تدوين التجويد (الذي يعني تحسين الأداء) إضافة لكونه مطلبا دينياً هو مطلب لغوي كذلك، وستنعالفرج أثار تدوين التجويد حضارياً على تحسين أداء لغتنا العربية التي نعتز بها.
هذا وقد بدأ انتشار هذا المصحف الشريف (المسمى اصطلاحاً: مصحف التجويد) في العديد من أصقاع العالم الإسلامي رغم الحاجة الملحة لتعريف الناس به لحين تعميمه وتوزيعه ليشمل بإذن الله كل مدرسة وبيت ومسجد، وخاصة بعد أن تم إنجاز برنامج تلفزيوني باسم (التجويد المرئي) مؤلف من 300 حلقة تلفزيونية مدة كل منها 25 دقيقة, يساعد الناس في التعرف على الأحكام التجويدية بهذه الطريقة.
وكذلك برنامج تلفزيوني آخر باسم (من القراءات السبع) مؤلف من 300 حلقة تلفزيونية مدة كل منها حوالي نصف ساعة فكرته قائمة على ذات الطريقة مع بيان أنواع القراءات القرآنية.
وحديثا أصدرنا برنامج تلفزيزني باسم (موسوعة مواضيع القرآن) مؤلف من251 حلقة تلفزيونية مدة كل منها حوالي 25 دقيقة تشرح بإيجاز المواضيع القرآنية لصلاح حال الإنسان في الدنيا والآخرة، وبالاستشهاد بالآيات القرآنية المعنية من المصحف المجود وبصوت أشهر المقرئين، وما كان ذلك ليتم لولا عون الله تعالى وتوفيقه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) صدق الله العظيم
مراحل تدوين القرآن على عدة مراحل
وهنا كتاب الكتروني من اراد اين يحمله
على بركة الله :asalam: