التجمهر حول الحوادث ظاهرة سلبية تحتاج إلى توعية وتثقيف
تتفاجأ عندما يقع حادث باندفاع المارة من المواطنين والمقيمين وتجمهرهم حوله ضاربين بإخطار هذا التجمع عرض الحائط بل وسادين آذانهم عن النداءات التي يوجهها رجال الأمن من الابتعاد وعدم الاقتراب لما يمثل من خطر عليهم وتعريض أنفسهم إلى مالا تحمد عقباه.
جمعية الهلال الاحمر السعودي:
يقول مديرها بالمنطقة الشرقية الاستاذ عبدالله العامر ان ظاهرة التجمهر عند وقوع الاحداث غير حضارية وتعيق نقل المصابين إثناء الحوادث العادية او اثناء حوادث الارهاب التي شهدتها بلادنا مؤخرا إضافة الى تعرض المتجمهرين للمخاطر التي قد تنجم من اقترابهم من الاحداث ايا كانت والأخطر من ذلك كله هو اخفاء معالم الجريمة التي قد تقع خاصة اثناء عمليات الارهاب،
وربما تكلم بعض المتجمهرين ان دافعه هو المساعدة في الانقاذ
فنقول له هل انت مؤهل لذلك
فدع أهل الاختصاص والجهة المسؤولة عن ذلك لممارسة عملها بعيدا عن مزاحمتك لهم في مواقع الاحداث.
الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية:
اللواء عبدالله آل غرسة مدير الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية قال: ان ظاهرة تجمهر المواطنين والمقيمين حول الحوادث غير طيبة وغير حضارية مشيرا الى انه اذا ما ارادوا الحفاظ على سلامتهم فلابد ان يبتعدوا عن مواقع الحوادث حفاظا على عدم اصابتهم لا سمح الله كما من الاشكاليات التي يقع فيها المتجمهرون حول الحوادث وجود اشياء خطيرة قد تسبب لهم اصابات.
ووجه آل غرسة النداء لكل مواطن ومقيم بالا يتجمهروا وأن يتركوا الامر لرجال الدفاع المدني وبقية الجهات المختصة التي تواجه مثل تلك الحوادث بأنواعها لأن تجمهرهم يعيق عمل الاجهزة الامنية ويؤخر عمليات الانقاذ التي يتطلب الوضع انقاذها في أسرع وقت ممكن.
للمدارس والدور التوعوي:
ولما للمدارس من دور توعوي للحد من هذه الظاهرة المزعجة التي تؤثر على ممارسة الجهات الخاصة لمسؤوليتها التقينا مع علي صالح القرني مدير احدى المدارس بالدمام فقال لابد من توعية المواطن بخطورة هذه الظاهرة لكونها سيئة ولها مردود سلبي واضح ونجد ذلك في عرقلة المسعفين ورجال الامن من مباشرة تلك الحوادث التي تقع سواء أكانت حوادث سير او طرائق او حالات مرضية او دهسا او كانت حوادث ارهابية جنب الله بلادنا كل مكروه يزعزع امنها الذي عشنا وتربينا في ظلاله الوارفة والتي لا تستطيع ان تقول حيالها إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على من هم السبب.
ومرة اخرى اقول ان حب الاستطلاع جبلة خلقت مع الانسان ولكن يجب علينا ان نطوعها بحيث لا يكون لها اثر سلبي يؤثر علينا وعلى الجهات المختصة.
وبلقائنا مع مفرح محمد آل مفرح المدير السابق لجمعية الهلال الاحمر السعودي بمنطقة عسير قال: بخصوص التجمهر عند مطاردة الارهابيين او اي حادث آخر فهو شيء مؤسف بل يؤدي الى آثار سيئة جدا منها انه يساعد على هروب المجرم من الموقع اذا كان الحادث جنائيا واذا كان حريقا او حادثا مروريا يعيق وصول فرق الجهات الخدمية في الوقت المناسب اضافة الى انه يتسبب في ارباك العاملين في الميدان من تقديم خدمة للمصاب ويعيق سرعة اسعاف المحتاج الى اي خدمة اسعافية من اي جهة كانت وربما يسبب حوادث اخرى او قد يحدث لاحد المتجمهرين مكروه اما بحادث او أسوأ من ذلك مثل احتماء احد المجرمين باحد المتجمهرين كما يعوق سرعة ايصال المريض الى المستشفى وذلك بعدم فتح الطريق امام السيارات الخدمية.
ومن هنا اناشد اخواني المواطنين بعدم التجمهر عند حصول اي حادث ايا كان نوعه وان يتركوا الجهات المختصة تقوم بعملها وان يعتبر كل مواطن ومقيم ان الشخص المحتاج للخدمة هو والده او ابنه وان هروب احد الجناة بسبب هؤلاء المتجمهرين قد يدخلهم في الذنب ونسأل الله الهداية للجميع.
ويرى طلال عيضة الناصري ان التجمهر ظاهرة سلبية ومنتشرة بشكل واضح وسلبياتها عديدة منها تأثيرها على عدم سرعة وصول الاسعافات الى المصابين سواء كان الحادث مروريا او حريقا الى غير ذلك من الحوادث التي يعيق التجمهر وصول الجهات المختصة للاسعاف.
وتأثير ظاهرة التجمهر يظهر جليا في حوادث الارهاب فهناك مخاطر لا تحمد عقباها للمتجمهرين ومن ضمنها تطاير الشظايا وتعريض الانسان نفسه للخطر بشكل متعمد، لذا علينا ان نبتعد عن مواقع الاحداث حرصا على سلامتنا ولترك المجال للجهات المختصة لممارسة عملها على الوجه المطلوب.
ويرى المقيم المصري محمد حمدي غازي ان التجمع يزيد المشكلة التي وقعت بحيث تصبح اكبر من حجمها الحقيقي ويتسبب في مضايقة المجاورين للموقع وفيه أيضا مزاحمة للجهات المختصة إثناء مباشرتها الحادث، والمفروض على الإنسان اذا شاهد شيئا يستدعي الانتباه ان يقوم بتبليغ الجهات المختصة وإذا مر في موقع وفيه حادث الا يتوقف مهما تجمهر المتجمهرون لان فيه خطرا على نفسه وعلى الآخرين.
ويقول المواطن عبدالقادر الجمال إن ظاهرة التجمهر تؤثر على الشخص نفسه مما يعرقل سرعة الإنقاذ والإسعاف للمصابين ويجب على كل جهة ذات علاقة بالحوادث إن تقوم بتوعية المواطنين والمقيمين وذلك عن طريق الإعلام بخطورة هذه العادة المنتشرة في وطننا العربي الكبير التي استشرت في مجتمعنا السعودي في الآونة الأخيرة وذلك لما للتوعية من فوائد وإيضاح للمضار التي تنتج عن التجمهر سواء على مستوى الفرد أو على المستوى الوطني.
وأما المواطن احمد عبدالكريم العمير فذكر إن عادة الفضول متأصلة في شخصية العربي وهي عادة سيئة وعندما ينظر لها الشخص نظرة عامة يجد أنها تحمل خطورة للشخص المتجمهر وذلك بتعرضه للخطر وتعرض المسئول في موقع الحدث إلى تشتت الذهن وعدم التهيؤ لممارسة مهامه التي قدم لتأديتها وعدم الوصول للحقيقة.
ولو نظرنا إلى غالبية المتجمهرين لوجدنا إنهم من الشباب ومن الجالية الهندية والبنغالية وصغار السن وتواجد هذه الشرائح في مواقع الإحداث يعرضهم للخطر ويقول الشاب مشعل محمد الراشد إن التجمهر مشكلة قد يتسبب في سلبيات كثيرة منها ما يتعلق بالحادث نفسه ومنها ما يتعلق بالمتجمهر نفسه ونرجو من المواطنين خاصة الشباب عدم التجمهر وترك المجال للجهات المسئولة لتتولى ما يتوجب عليها تجاه تلك الحوادث.